عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان أهل مكة لا يسابقهم أحد إلا سبقوه ، ولا يضارعنهم أحد إلا صرعوه ، حتى رغِبوا عن ماء زمزم فأصابهم المرض في أرجلهم . (أخرجه ابو ذر)
وعنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ماء زمزم لما شرب له إن شربته تستشفي به شفاك الله ، وإن شربته ليشبعك أشبعك الله ، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله ، وهي هزمه جبريل وسقيا إسماعيل .
أخرجه الدارقطني وسعيد بن منصور موقوفاً ، وأخرجه أحمد وابن ماجد منه مرفوعاً : ماء زمزم لما شرب له ، من راوية جابر .
فما لا شك فيه أن للشرب من ماء زمزم فوائد كثيره فعليك يا أخي المسلم أن تشرب و تتضلع منه لأنه أفضل ماء على وجه الأرض .
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) : "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم".
وعن ابن خيتم قال : قدم علينا وهب بن منه فاشتكى فجئناه نعوده فإذا عنده من ماء زمزم قال : فقلنا له : لو استعذبت فإن هذا الماء فيه غلظ . قال : ما أريد أن أشرب حتى أخرج منها - غيره . والذي نفس بيده أنها لفي كتاب الله تعالى : (زمزملا تنزف ولا تذم ) ، وإنها لفي كتاب الله (بره ، شراب الأبرار) وإنها في كتاب الله : (مضنونه) وإنها لفي كتاب الله تعالى : طعام طعم وشفاء سقم ، والذي نفس وهب بيده لا يعمد إليها أحد فيشرب منها حتى يتضلع إلا نزعت منه داء وأحدثت له شفاء .( أخرجه سعيدد بن منصور والأرزقي )
فهذه الأخبار مما تؤيد صحة حديث ( ماء زمزم لما شرب له ) ، وقد شربه جمع من العلماء لمطالب فنالوها ، فقد ورد عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه شربه للعلم والفقاهة ، فكان أفقه زمانه .
وقال البكري رحمه الله تعالى وأنا قد جربت ذلك فوجته صحيحاً على أنني لم أشربه إلا على يقين من هذا وتصديق بالحديث . انتهى .
كما صح عن إمامنا الشافعي رضي الله عنه إنه شربه للعلم فكان فيه الغاية وشربه للرمي فكان يصيب من كل عشرة تسعة وشربه أبو عبدالله الحاكم لحُسن التصنيف وغيره فكان أحسن أهل عصره تصنيفاُ .
وفي مناسك ابن العجمي والبحر العميق للقرشي نقلاً عنه ينبغي لمن أراد شربه للمغفرة أن يقول عند شربه : اللهم إنه بلغني أن رسولك (صلى الله عليه وسلم ) قال : ماء زمزم لما شرب له . اللهم وإني أشربه لتغفر لي ، اللهم فاغفر لي .
وإن شربه للاستشفاء به من مرض قال : اللهم إني أشربه مسشفياً به ، اللهم فاشفيني.
الحمدلله الذي يُفرج بكرمه كل كرب تأزم ، أحمده سبحانه وأشكره أكرمنا بفضله بماء زمزم ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ولاشبيه ولامثيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} وأشهد أن سيدنا وإمامنا وحبيبنا محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:فقد يقول قائل أن ما ذكر جيد ولكن مابالنا نرى كثير من الناس يشربون من ماء زمزم ولايحصل لهم الشفاء أو المطلوب الذي شربوا زمزم من أجله ؟ والجواب ذكره إبن حجر في فتحه بقولهطبُّ النبي صلى الله عليه وسلم مُتَيَقَّنُ البُرءُ، لصدوره عن الوحي وطب غيره أكثره حدس أو تجربة،وقد يتخلف الشفاء عن بعض من يستعمل طب النبوة لمانع قائم بالمستعمل ، من ضعف اعتقاد الشفاء به وتلقيه بالقبول،وأظهر الأمثلة في ذلك القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور ومع ذلك فقد لايحصل لبعض الناس شفاء صدره لقصوره في الاعتقاد والتلقي بالقبول،لابل يزيد المنافق رجساً إلى رجسه، ومرضاً إلى مرضه، فطب النبوة لايناسب إلا الأبدان الطيبة،كما أن شفاء القرآن لايناسب إلا القلوب الطيبة والله أعلم)،فشارب زمزم ينال من ذلك على قدر نيته،وتوجهه إلى ربه، واخلاصه في الدعاء وعلى قدر بُعده عن موانع إجابة الدعاء كأكل المال الحرام،واستعجال الإجابة ونحوها،وقد يدفع بالدعاء عن الإنسان بلايا لايعلمها إلا الله،أو يُدخر له يوم القيامة في صورة أجر عظيم،ألا واعلموا رحمني الله وإياكم أن من آداب شرب ماء زمزم التضلع به -والتضلع هو أن تشرب حتى لايبقى للماء مكان تستطيع الإضافة إليه - وهو من علامات الإيمان أخرج بن ماجة عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قَالَ مِنْ زَمْزَمَ قَالَ فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي قَالَ وَكَيْفَ قَالَ إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا وَتَضَلَّعْ مِنْهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ *
انتظر الردوووووووووود